إساءة استخدامها "كارثة".. هذه هي دواعي استخدام المضادات الحيوية ومخاطرها

هل سبق وتناولت المضاد الحيوي للتخفيف من أعراض نزلة برد ولاحظت أن الوضع بات أسوأ، قد يثير هذا الأمر دهشتك ولكنه بديهي للغاية، فالمضاد الحيوي ليس دواءً لكل داء، وعلى عكس ما رُوج له فأن دواعي استخدام المضادات الحيوية محدودة ودقيقة للغاية، فبالرغم من كونها إحدى الاختراعات العلمية التي شكلت طفرة في تاريخ الإنسانية، إلا أن إساءة استخدام الإنسان لها أو فقدان الوعي اللازم للتعامل معها أوشك على أن يفقدها تلك القيمة العلمية العظيمة التي تسحقها، وفي مقالنا هذا سنتعرف سويًا على دواعي استخدام المضادات الحيوية، وما هي الآثارالسلبية الناجمة عن إساءة استخدامها أو الافراط فيها.

بداية وقبل التحدث عن دواعي استخدام المضادات الحيوية، دعنا عزيزي القاريء نتعرف على ماهية المضادات الحيوية وآلية عملها في الجسم، وما هي طبيعة الأمراض المنوط بها محاربتها.

 إقرأ أيضًا:

        ترفع الإنسولين و تزيد الشعور بالجوع.. ماذا يحدث عند تحويل الفاكهة إلى عصير ؟

          "دايت ومبتخسش".. أخطاء شائعة تفسد حميتك الغذائية انتبه إليها

         "مرض مالوش علاج".. الصداع النصفي بين تجاهل الطب واستخفاف المجتمع

ما هي المضادات الحيوية؟

باختصار المضادات الحيوية هي مادة علاجية تستخدم لمنع نمو ميكروب معين أو على الأقل إبطاء نموه ومعدل تكاثره، ويتم استخراجها من بعض البكتيريا والميكروبات والنباتات أو يتم إنتاجها صناعيًا.

 

فيما تستخدم المضادات الحيوية ؟

عادة ما تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الأمراض الناتجة عن عدوى بكتيرية، وتختلف أنواع المضادات الحيوية باختلاف نوع البكتيريا الذي تحاربه، فليس كل أنواع المضادات الحيوية تصلح لعلاج كل أنواع البكتيريا فلكل منها آلية عمل تختلف عن غيرها.

 

هل تستخدم المضادات الحيوية لعلاج الفيروسات؟

على عكس ما هو شائع فإن المضادات الحيوية غير فعالة تمامًا في علاج الأمراض الناتجة عدوى فيروسية مثل الانفلونزا ونزلات البرد وغيرها من بعض الأمراض التي تصيب  الجهاز التنفسي، وإنما تكون لها علاجات أخرى لا تشمل المضادات الحيوية.

 

 على أى أساس يتم اختيار المضاد الحيوي؟

هناك الكثير من العوامل التي تحدد اختيار المضاد الحيوي المناسب للحالة المرضية، ومن أهم هذه العوامل هو نوع البكتيريا المسببة للعدوى ودرجة مقاومتها للمضاد الحيوي، بالإضافة إلى العضو المصاب بالعدوى.

 

كيف تحارب المضادات الحيوية العدوى؟

هناك طريقتين تعتمد عليهما المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية:

الطريقة الأولى: هي قتل البكتيرها من خلال منع بناء الجدار الخلوى الخاص بها.

الطريقة الثانية: هي وقف تكاثر البكتيرها وبالتالي ضعفها وتلاشيها.

 

ما هي دواعي استخدام المضادات الحيوية؟

هناك العديد من دواعي استخدام المضادات الحيوية، ولكن لابد لها من تشخيص طبي دقيق للتأكد من نوع العدوى ووصف نوع المضاد الحيوي المناسب.

- حالات التهاب ملتحمة العين

- حالات التهاب الاذن الوسطى.

- حالات التهاب الأنسجة.

- الوقاية من العدوى قبل إجراء الجراحة.

- التهاب المسالك البولية.

- التهاب الحلق العقدي.

- بعض حالات حب الشباب.

- بعض حالات الإسهال.

- الأمراض المنقولة عن طريق الجنس.

 

ما هي الأمراض التي لا تعالجها المضادات الحيوية؟

كما ذكرنا سلفًا فأن المضادات الحيوية قد لا تكون الخيار الأمثل لعلاج أنواع العدوى الناتجة عن الفيروسات، مثل:

- الانفلونزا.

- نزلات البرد.

- التهاب الجيوب الأنفية.

- معظم حالات السعال.

- السعال الديكي.

- فيروس كوفيد 19.

- حالات التهاب الحلق الفيروسي.

- الزكام وسيلان الأنف.

 

ماذا يحدث عند تناول المضاد الحيوي دون داعي؟

فضلًا عن ماذكرناه سابقًا، فإن هناك آثار سلبية أخرى يخلفها تناول المضادات الحيوية دون دواعي طبية، فعلى سبيل المثال إذا كنت مصابًا بعدوى فيروسية وسارعت بتناول مضاد حيوي، فسوف يقوم هذا الدواء بدوره الطبيعي وهو مقاومة البكتيريا الضارة التي لا تتواجد في جسمك باعتبار عدواك عدوى فيروسية وليست بكتيرية، فيقوم المضاد الحيوي بمهاجمة البكتيريا النافعة الموجودة في أجسامنا طبيعيًا، مما يعمل على تغيير بعض خصائص هذه البكتيريا وتحولها إلى بكتيريا ضارة.

 

ما هي مدة استخدام المضاد الحيوي؟

عمليًا فإن استخدام المضاد الحيوي لمدة تصل إلى أسبوع تكون كافية للتخلص من البكتيريا نهائيًا، ولكن عادة ما يظهر تأثير المضاد الحيوي بعد يومين فقط من استخدامه، فيسارع الكثير من الأشخاص بوقف تناوله ظنًا أن العرض قد زال، ولكن الحقيقة أن البكتيريا تكون في حالة ضعف فقط وعند التوقف عن تناول المضاد الحيوي فإنها تسعيد قوتها من جديد بل وتكون أكثر شراسة، حيث تهاجم المضاد الحيوي نفسه، وينتج ما يعرف بالبكتيريا المقاومة للمضاد الحيوي.

 

ماذا تعني مقاومة المضادات الحيوية؟

 قد تكون سمعت من قبل بهذا المصطلح فهو يتترد كثيرًا في الأوساط العلمية، ولكنك قد لا تدرك بعد مدى خطورته، فهو باختصار أن الكثير من المضادات الحيوية التي توصف كعلاج أساسي للكثير من أنواع العدوى البكتيرية أصبحت لا تؤدي دورها بالشكل المطلوب، بل وباتت لا تجدي نفعًا مع العدوى، وهنا تعرف هذه البكتيريا باسم البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وهي واحدة من أكثر المشكلات التي تواجه المجتمع العلمي خلال الفترة الحالية.

 

ما هي أسباب مقاومة المضادات الحيوية؟

هناك سببين رئيسيين لانتشار ما يعرف بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وهما:

- الإفراط الغير مبرر في استخدام المضادات الحيوية.

- إساءة استخدامها في غير مواضعها.

وفقًا لأخر الاحصائيات فإن حوالي ثلث استخدامات المضادات الحيوية بين البشر تكون دون دواعي طبية حقيقية، فعندما يستخدم الإنسان المضادات الحيوية بكثرة دون الانتباه لمخاطرها أو عندما يسارع باستخدامها دون داعي، فهو بذلك لا يضر صحته فقط، وإنما يساهم في خلق نوع جديد من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

 

كيف تؤثر مقاومة المضادات الحيوية على البشر؟

 تشهد الولايات المتحدة - إحدى أكبر وأغنى الدول المنتجة للأدوية في العالم-  سنويًا أكثر من 2.8 مليون حالة عدوى ناتجة عن بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، مما يترتب عليه وفاة نحو 35 ألف حالة.

ما يعنى أن هناك الكثير من الآثار السلبية التي تخلفها مقاومة المضادات الحيوية ليس فقط على الصعيد العلمي وإنما على الصعيد الشخصي أيضًا، فعندما تتولد بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية تصبح تلك العدوى دون علاج، فالتغير الحادث في البكتيريا يجعلها تتصدى للعلاج بقوة تفقده فعاليته، أو تمنعه من الوصول إلى البكتيريا المسببة للعدوى من الأساس، بالإضافة إلى أن خلق سلالات جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أمر يستدعي ابتكارات أحدث و دراسات وتجارب أكثر من أجل التوصل إلى علاج جديد ما يتطلب تكاليف باهظة قد لا تستطيع شركات الأدوية توفيرها، وبالتالي يظل المرض دون علاج.

 ومن أهم هذه التأثيرات أيضًا :

- استحداث سلالات جديدة من البكتيريا أشرس وأقوى.

- استحداث أمراض جديدة دون علاج.

- زيادة حدة أعراض المرض.

- طول فترة التعافي من الأمراض.

- ارتفاع تكلفة العلاج نتيجة لندرته وزيادة تكاليف إنتاجه.