"مرض مالوش علاج".. الصداع النصفي بين تجاهل الطب واستخفاف المجتمع
دا مجرد صداع.. خد مكسن وهاتبقى كويس.. أجازة
عشان شوية صداع.. إذا كنت من محاربي الصداع النصفي فبالتأكيد قد سمعت إحدى هذه
الجمل من قبل إن لم يكن كلها، فبالإضافة إلى المعاناة التي يسببها الصداع النصفي
للمريض به، فإنه يكون مضطر دائمًا لمواجهة استخفاف المحيطين بمرضه، ويشعر أنه في
محاولات لا تنتهي لإقناعهم أن ما يشعر به ليس مجرد صداع، حتى في ظل ما
نشهده حاليًا من تطور هائل في جوانب العلم والمعرفة، إلا أنه ما زال هناك سوء فهم كبير لطبيعة
هذا المرض وبالتالي استهوان به وبأعراضه ومرضاه وحتى علاجه ورغم كثرة المحاولات
ولكنها دون جدوى.
ما هو الصداع النصفي ؟
يعتبر الصداع النصفي واحد من أكثر الاضطرابات العصبية انتشارا في العالم، وهو عبارة عن خلل عصبي في وظائف المخ يسبب نوبات من الألم في نص الرأس أو كلها تستمر من 4 ساعات إلى 72 ساعة، وقد تكون هذه النوبات على فترات متباعدة أو تتكرر أكثر من مرة خلال الشهر.
متى ظهر الصداع النصفي؟
الصداع النصفي
ليس مرض حديث العهد، إنما شهده الإنسان منذ عام 3000 قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين فشلت
كل محاولات تشخيص هذا المرض إلى أن تم التوصل إلى كونه مرض عصبي في القرن السابع
عشر.
ما هي أعراض الصداع النصفي؟
في إحدى التجارب التي أُجريت على مرضي الصداع النصفي للوقوف على أعراضه وأسبابه، وصفه البعض بأنه أشبه بدق مسمارًا في الرأس، فيما وصفه البعض الأخر بأنه أشبه بمنشار يقطع الرأس، ما يوضح مدى الألم الذي يسببه هذا المرض، فالصداع النصفي يسبقه ويصاحبه الكثير من الأعراض التي تميزه عن غيره من أنواع الصداع وتجعله أكثر شراسة ومن أهم هذه الأعراض:
- الدوخة
والغثيان.
- حساسية
للصوت والضوء.
- ألم نابض في
جانب من الرأس أو في الجانبين معًا.
- تشوش في
الرؤية.
- رؤية أجسام
معتمة وبقع داكنة.
- عدم القدرة
على الحركة بشكل طبيعي.
أعراض تُنذر بنوبة الصداع النصفي
قبل يوم أو يومين
من نوبة الصداع النصفي قد تباغتك بعض الأعراض التي تكون نذيرًا لك باقتراب النوبة
ومن أهمها الأعراض التالية:
- احتباس السوائل
- الإمساك
- التغيرات المزاجية
- الافراط في تناول الطعام
- ألم في الرقبة
- كثرة التبول
ماهي أسباب الصداع النصفي ؟
حتى الآن لا يوجد سبب قطعي للإصابة بالصداع النصفي ولكن بعض الدراسات والأبحاث التي أُجريت في هذا الشأن أثبتت أن العوامل الجينية والهرمونية وحتى البيئية قد تكون أحد محفزات هذا المرض، فهو بشكل عام يعتمد على اختلال التوازن في بعض وظائف المخ بما فيها السيراتونين وهو الجزء المسؤول عن تنظيم الإحساس بالألم في الجهاز العصبي، ومن أهم محفزات الصداع النصفي ما يلي:
- التغيرات الهرمونية التى تحدث عن
النساء في فترات الحيض والحمل والولادة.
- تناول بعض الأدوية الهرمونية مثل
موانع الحمل.
- التوتر والإرهاق والمجهود البدني
المكثف أحد أهم محفزاته.
- الإكثار من الكافيين والمشروبات
الكحولية قد يكون من محفزات الصداع النصفي.
- الأضواء الساطعة والأصوات العالية
والراوئح النفاذة.
- عدم انتظام النوم.
- العوامل الوراثية تزيد فرص الإصابة بالصداع
النصفي.
معلومات هامة عن الصداع النصفي
- يصيب 1 من كل 7 من سكان العالم أى
سُبع سكان الكوكب.
- انتشاره يفوق مرض السكر والصرع
مجتمعين.
- تعتبره منظمة الصحة العالمية أحد
أكبر مسببات الإعاقة.
- أكثر المصابين بالصداع النصفي من
النساء (3 أضعاف مقارنة بالرجال).
- لا علاقة له بكثرة التعرض لأجهزة
الهاتف والكمبيوتر.
- يعتبر ثالت أكثر الأمراض انتشارًا في
العالم.
- للصداع النصفي أنواع تختلف في
مضاعفاتها وأعراضها.
- حتى الآن لا يوجد دواء مدرج في قائمة
منظمة الصحة العالمية كدواء أساسي للصداع للنصفي.
هل يوجد علاج للصداع النصفي؟
حتى وقت كتابة هذا المقال لم يتم التوصل إلى علاج قطعي لمرض الصداع
النصفي، فكلها عبارة عن أدوية مسكنة لتخفيف الأعراض المصاحبة له، ولكن كيف
لمرض يصيب سبع سكان الكوكب ويسبب كل هذه الآثار السلبية أن يكون بلا علاج حتى الآن،
فهل يقف العلم عاجزًا أمامه؟
لا عزيزي القارئ في حقيقة الأمر الطب لم يعجز أمامه ولكنه يواجه حالة
من التجاهل العالمي وربما الاستخفاف كما ذكرنا سابقًا، فحتى الآن لم يتم توفير
الميزانية الكافية لإجراء الأبحاث اللازمة حول هذا المرض لمحاولة التوصل لعلاج شافٍ
له.
هل هناك أدوية لتقليل نوبات الصداع النصفي ؟
في سابقة كانت الأولى من نوعها أعلنت 4 شركات أمريكية خلال الاجتماع
السنوى لجمعية الصداع الأمريكية أن هناك دواءا جديدًا لعلاج الصداع النصفي، يعتمد
على تقليل عدد أيام النوبة للنصف تقريبًا والمباعدة بين فترات النوبات لأشهر.
والحقيقة أن هذا كان إنجازا
كبيرا، فمن خلال حقنة تعرف باسم (Ajovi) يأخذها المريض تحت الجلد أو عبر الوريد شهريًا تقلل من حدوث النوبات لفترة طويلة.
ولكن للأسف فإن هذا العلاج فشل في مساعدة مرضي الصداع النصفي، نتيجة
لارتفاع سعره بشكل مبالغ فيه، حيث يصل سعر الحقنة الواحدة إلى 640 دولار أى أن
المريض يحتاج إلى 13440 دولار سنويًا ما يعادل تقريبا 120000 جنيه مصري.
ما هي أول علاجات استُخدمت للصداع النصفي ؟
نتيجة لللغط الشائع قديمًا حول تشخيص هذا المرض وأسبابه فكان هناك
الكثير من المحاولات لإيجاد علاج فعال، وكان من أكثرها شيوعًا هو عمل ندبات في أنحاء
متفرقة من الجسد لتخريج الدم في محاولة لتخفيف الضغط على الأوعية الدموية مما يحد
من الألم المصاحب للصداع النصفي.
أما في عهد الرسول والصحابة فكان يُعالج الصداع النصفي أو ما عُرف بـ"الشقيقة"
عن طريق الحجامة وهي أشبه بالطريقه السابقة ولكنها تعتمد على إخراج الدم من شق صغير
في الرأس ما يعمل على تجديد الدورة الدموية وتخفيف الألم.
الأثار الاقتصادية للصداع النصفي
بعيدًا عن التأثيرات الاجتماعية السلبية التي يسببها الصداع النصفي لمرضاه
إلى أنه أيضًا يحمل بعض التأثيرات السلبية على المستوى الاقتصادي للفرد والدولة،
فبحسب دراسات فإن تكاليف الرعاية الصحية التي تحتاجها أسرة بها شخص أو اثنين
مصابين بالصداع النصفي ترتفع بنحو 70% عن غيرها من الأسر العادية.
ليس ذلك وحسب وإنما نتيجة للمشاكل الجسدية والنفسية التي يسببها
الصداع النصفي لمرضاه وإعاقتهم عن أداء مهامهم الوظيفية، فدولة كأمريكا مثلًا تخسر
تقريبًا 157 مليون يوم عمل سنويًا.
ما هي مضاعفات الصداع النصفي؟
من أكثر مضاعفات الصداع النصفي شيوعًا هي الأثار الناتجة عن الاستخدام
الخاطئ للمكسنات مما يزيد الأمر سوءًا، حيث يعمل الإفراط في تناول المسكنات على زيادة
عدد النوبات وحدتها والفترة التي تستغرقها، لذلك لابد من استشارة الطبيب بشأن
الجرعة الموصى بها لاستخدام مسكنات الصداع النصفي.



تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك أو استفسارك هنا