ضمان لحقوق المرأة أم مخالفة للشريعة.. لماذا تثير اتفاقية سيداو الجدل بعد 41 عام؟

اتفاقية سيداو .. عادة ما تثير الاتفاقيات الدولية التى تتعلق بحقوق الإنسان بوجه عام جدل واسع حولها نظرًا لاختلاف ثقافات الدول وأعراق البشر وديانتهم والتي من الصعب جدًا بل من المستحيل أن تتفق في مجملها على نص واحد يوافق عليه جميع الأطراف ولذلك تكون مثل هذه الاتفاقيات محل لجدل واسع وعادة لا تلقي الترحيب المتوقع من قبل البعض.

 لعل من أهم هذه الاتفاقيات هي اتفاقية سيداو التابعة للأمم المتحدة التي على الرغم من اعتمادها رسميًا في عام 1979 إلا أن بنودها ما زالت تثير الجدل حتى الآن.

 

ما هي اتفاقية سيداو

اتفاقية سيداو هي اتفاقية دولية تابعة للأمم المتحدة تهدف للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة حتى أنها استمدت إسمها من الأحرف الأولى لهذه الجملة ( جميع أشكال التمييز ضد المرأة)، تتكون من مقدمة وحوالي 30 مادة، وتم اعتمادها من قبل الأمم المتحدة باعتبارها مشروع قانون دولي لحقوق المرأة في جميع أنحاء العالم.

 

إقرأ أيضًا:

          أنت مراقب.. ما هو سر برنامج بيجاسوس أشهر جاسوس في التاريخ؟

          توت عنخ آمون .. كيف كان الفرعون الصغير ضحية لزواج الأقارب؟

         تَكلف تشييده 113 جنيهًا.. كيف حقق كوبري قصر النيل حلم الخديوي؟

مراحل تنفيذ اتفاقية سيداو

تم اعتماد اتفاقية سيداو في عام 1979 وتم التوقيع عليها في عام 1980 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1981، وكانت المفاجأة أنه وقع عليها 190 دولة بينما لم يوقع عليها 5 دول فقط.

وهنا السؤال لماذا لاتفاقية وقع عليها 190 دولة أن تثير جدلًا واسعًا حتى الآن، فمن الواضح أنها تحظى بموافقة وترحيب عالمي، فما هي أسباب هذا الجدل وما هي الأسباب التي جعلت هذه الدول الخمس يتمسكوا برفض هذه الاتفاقية في مواجهة هذا الاتفاق العالمي.

 

تفاصيل اتفاقية سيداو

تنص هذه الاتفاقية في مجملها على المساواة بين الرجل والمرأة في كافّة الميادين السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، وعلى كل الدول الأطراف اتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في كافة الأمور المتعلقة بالزواج والعلاقات الأسرية .

 

الدول العربية التي صادقت على الاتفاقية

  كما ذكرنا سابقا فإن عدد الدول الموقعة على هذه الاتفاقية بلغت190 دولة حتى الآن كان منها عشرون دولة عربية وهي: المغرب والجزائر، تونس وليبيا، مصر ولبنان، الأردن والسعودية، العراق والكويت، اليمن وجزر القمر، موريتانيا والإمارات العربية المتحدة ،جيبوتي والبحرين، سوريا وعُمان، قطروفلسطين.

ما هي الدول التي لم تصادق عليها

المفاجأة أن الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الدول التي لم تصادق على اتفاقية سيداو فقد وقعت عليها ولكنها لم تصادق، حيث تحتلف المصادقة عن التوقيع من حيث الالتزام التام بكافة البنود ، ذلك فضلًا عن 5 دول أخرى هي  إيران - بالاو - الصومال - السودان- تونغا.

 

لماذا لم توقع الولايات المتحدة على اتفاقية سيداو؟

 كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية إلا أنها لم تصادق عليها وذلك لما لديها من تحفظات على هذه الاتفاقية، لذلك فهي فضلت عدم المصادقة بشكل رسمي يلزمها بتحقيق مضمون الاتفاقية.

 

أهم بنود اتفاقية سيداو

تضمنت اتفاقية سيداو 30 بندًا لم تتحفظ الدول الأعضاء على أيًا منهم، فيما عدا المادة الـ  2، 16 واللتان واجهتا بعض التحفظات من الدول العربية لما تحملانه من مخالفات واضحة ضد مبادئ وتعاليم الشريعة الإسلامية.

 - منع أي تمييز يحدث ضد المرأة على أساس الجنس.

- إدانة الدول الأعضاء للتمييز ضد المرأة بكافة أشكاله، والعمل على القضاء عليه دون تأخير، من خلال تجسيد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الدساتير الوطنية والتشريعات.

- اتخاذ الدول الأعضاء التدابير اللازمة لكفالة تطور المرأة وتقدمها في جميع الميادين.

- عدم اعتبار التدابير الخاصة التي تستهدف الأمومة شكلًا تمييزيًا.

- محاربة الاتِّجار بالمرأة واستخدامها.

- القضاء على التمييز ضد المرأة سياسيًا، سواء في الانتخابات أو التصويت، وفي حقها المتساوي مع الرجل في الانتخاب، بالإضافة إلى مشاركتها في صنع السياسة الحكومية، وتقليد المناصب في كافة المستويات الحكومية، ومشاركتها في الجمعيات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المساهمة في تحديد سياسة البلدان.

- ضمن بنود اتفاقية سيداو كفالة المرأة دون تمييز مع الرجل في تمثيل حكومتها دوليًا.

- منح المرأة الحقوق المتساوية مع الرجل في اكتساب الجنسية، أو الاحتفاظ بها أو حتى تغييرها، دون تغيير جنسيتها تلقائيًا أو بالإجبار عند زواجها من رجل أجنبي.

- منح المرأة الحق المساوي لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها.

- مساواة المرأة مع الرجل في التعليم والتوجهات المهنية، من خلال الوصول لنفس المناهج الدراسية والامتحانات والمؤهلات، بنفس مستويات المباني المدرسية والاستفادة بنفس القدر من المنح الدراسية.

- القضاء على التمييز ضد المرأة في العمل، من خلال تعزيز تساوي الفرص وحرية اختيار المهنة والترقية، والمساواة في الأجور والضمان الاجتماعي، مع إدخال إجازة الأمومة مدفوعة الأجر.

- القضاء على التمييز ضد المرأة في الرعاية الصحية، من خلال الحصول على الخدمات الصحية بالتساوي مع الرجل.

- القضاء على التمييز ضد المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، كالحق في الاستحقاقات الأسرية، والوصول للقروض وأشكال الائتمان المالي، والمشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية والحياة الثقافية.

- أحد بنود اتفاقية سيداو مراعاة المرأة الريفية في تأمين أسباب بقائها اقتصاديًا، وضمان تطبيق الأحكام على المناطق الريفية لتمكين المرأة وحصولها على حقوقها.

- مساواة المرأة مع الرجل أمام القانون، من خلال مساواة أهليتها مع أهلية الرجل، وفرص ممارستها لها في إبرام العقود، وعملها في المحاكم والجهات القضائية، والحصول على حرية محل السكن والإقامة.

- عدم التمييز بين الرجل والمرأة في كافة الأمور المتعلقة بالزواج، مثل حرية اختيار الزوج بموافقتها الكاملة، ونفس الحق في عقد الزواج، والتشارك في نفس المسؤوليات خلال الزواج أو عند فسخه، وبالتشارك بنفس الحقوق والمسؤوليات بغض النظر عن الحالة الزوجية كأبوين بالطريقة التي تصب في مصلحة الأطفال. بالإضافة إلى تعزيز الحقوق المتساوية بشأن عدد الأطفال والمباعدة بين عدد الولادات، وفي كل ما يتعلق بالقوامة والوصاية على الأطفال وتبنيهم.

ما هي أسباب تحفظ الدول على بنود اتفاقية سيداو؟

أبدت الكثير من الدول خاصة الدول العربية تحفظها على بعض بنود الاتفاقية لما تتضمنه من مخالفات واضحة للشريعة الاسلامية وخاصة المادة السادسة عشر المتعلقة بأحكام الزواج والولاية والعلاقات الأسرية، ولكن لم تعارض هذه الدول لب الاتفاقية ولا مبدأها العام في منع التمييز ضد المرأة ولكنها أبدت اعتراضها على تنفيذ بعض البنود التي تخالف بعض المعتقدات والمفاهيم الدينية والاجتماعية العربية.

جدير بالذكر أن الاجتماعات الخاصة بالاتفاقية في الادأمم المتحدة تطرقت إلى أنه لا يمكن لبعض الدول الإلتزام بكافة بنود الاتفاقية لتعارضها مع المفاهيم الاجتماعية المختلفة، وبعض أسس الشريعة التي قد تختلف باختلاف البلدان و الأعراق، أو نتيجة لأن بعض البنود تتطلب بعض الوقت لتهيئة مناخ اجتماعي يسمح بتنفيذها على أرض الواقهع بما يضمن كافة حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم .

 

 هل اتفاقية سيداو تخالف الشريعة الاسلامية؟

 من أهم أسباب الهجوم الذي واجه اتفاقية سيداو والذي دفع الدول العربية الى الاعتراض على بعض البنود هي مخالفة بعض هذه البنود للشريعة الاسلامية بشكل واضح يمنع الدول الإسلامية والعربية من تنفيذها ومن أهم هذه البنود ما يلي:

 

المادة الثانية من الإتفاقية والتي تنص على:

إلزام الدول الموقعة إبطال كافة الأحكام واللوائح والتشريعات التي تميز بين الرجل والمرأة من قوانينها  حتى تلك التي تقوم على أساس ديني.

المادة السادسة عشر والتي تنص على:

ـ إلغاء الولاية.

ـ أن يحمل الأبناء اسم الأم كما يحملون اسم الأب.

- منع تعدد الزوجات.

- إلغاء مبدأ القوامة للرجل.

ـ رفع سن الزواج للفتيات.

ـ إعطاء المرأة حق التحكم في الإنجاب عبر تحديد النسل والإجهاض.