توت عنخ آمون .. كيف كان الفرعون الصغير ضحية لزواج الأقارب؟

بعد مرور آلاف السنين على وفاته مازال توت عنخ آمون لغز غامض فيما يتعلق بتفاصيل حياته ومماته وحتى فترة حكمه، والآن وبالتزامن مع الاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف مفبرته و بدء الافتتاح التجريبي للمتحف المصري القديم الذي يضم قاعة كاملة لمقتنيات مقبرة توت عنخ أمون التي تعتبر أحد أهم وأعظم الاكتشافات الأثرية في العالم، والتي غيرت مسار التاريخ بالكامل، سلط العلم الضوء على حقائق خفية حول حياة الفرعون الصغير وكشف الستار عن الكثير من الأسرار التي عاشها هذا الفرعون ونتعرف على بعض هذه الأسرار في مقالنا هذا.

 

إقرأ أيضًا: القصة الحقيقية لـ" تمثال الحرية " .. هل صنع خصيصًا لمصر؟

 مشكلات صحية أثرت على حياة الفرعون الصغير

 من أشهر الأسرار التي كشفتها الأعمال البحثية التي جرت حول مومياء توت عنخ آمون والتي تم الكشف عنها عنها حديثًا، أن الفرعون الصغير كان يعانى من بعض المشكلات الصحية أهما على الإطلاق أنه كان يعاني من إعاقة في قدمه وذلك بسبب زواج والده إخناتون من شقيقته، كما كان شائعًا عند الفراعنة.

بالإضافة إلى هذه الإعاقة التي عانى متها توت عنخ آمون في قدمه إلا أنه أيضًا كان يعاني من ما يعرف بـ"الفلات فوت"، فضلًا عن عدم وصول الدم إلى أطرافه بشكل سليم، الأمر الذي أثر على قدرته على الحركة بشكل طبيعة.

 ومن أشهر الأدلة التي سجلها التاريخ حول طبيعة الإعاقة التي عانى منها الملك الصغير هي أن هناك صوة ومناظر على الجدران والبرديات التي وجدت في مقبرته وهو يضرب الحيوانات وهو جالس، وهي المرة الأولى التي يتم تصوير الفرعون وهو جالس.

 

إقرأ أيضًا: كيف حقق كوبري قصر النيل حلم الخديوي؟

 حقيقة وفاة توت عنخ آمون

أثناء تشريح مومياء الملك توت وجد أيضًا عدد من الجروج في جانبه الأيمن، اعتقد العلماء أنها السبب في وفاته ولكن بعد العديد من عمليات البحث والتدقيق تم التوصل إلى أن هذا الجرح لم يكن السبب في الوفاة وأن الملك لم يتوفي نتيجة لتعرضه لحادث اغتيال كما اعتقد العلماء.

فبعد إعلان مجموعة من العلماء الإنجليز - الذين كان لهم السبق في اكتشاف المقبرة- عن فرضيتهم بأن الفرعون الصغير توفي نتيجة لحادث عربة أحدث بعض الإصابات والجروح في جانبه الأيمن وعرف ذلك الاعتقاد باعتباره السبب في الوفاة لفترة من الزمن، حتى أعلن عالم المصريات المصري زاهي حواس خطأ هذه الفرضية، ليعود سبب وفاة الملك الصغير كلغزًا يحير العالم من جديد.

وفي دحض هذه الفرضية قال ذاهي حواس أن السبب في القطع المتواجد على المومياء هو أن أن البريطاني هوارد كارتر، مكتشف مقبرة توت عنخ آمون ، قام بنزع المومياء عن القناع الذهبي لتوت عنخ آمون باستخدم سكينًا وضعه على اللهب تسبب في إحداث قطع طولي بالمومياء، وأن القطع ناتج عن السكين التي استخدمت لفصل المومياء عن القناع الذهبي وليس نتيجة للسقوط من عربة حربية.

 

اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون

 في الرابع من نوفمبر من عام 1922 كان العالم البريطاني هوارد كارتر أول إنسان من تطأ قدمه أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون، حيث تم إكتشاف المقبرة عندما كان يقوم ببعض الحفريات عند مدخل أحد الأنفاق في وادي الملوك بالتحديد النفق المؤدى إلى مقبرة الملك رمسيس الثاني، فلاحظ وجود قبو كبير وإستمر بالتنقيب إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم التابوت.

لاحظ العالم البريطاني أيضًا وجود صندوق خشبي مطعم بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يغطي صندوقاً ثانياً ثم صندوقاً ثالثا ً، إلى أن وصل إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون، وبعد رفعه وصل إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون، ويغطي هذا التابوت الذهبي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب.

عثر داخل المقبرة على 3500 قطعة أثرية موزعة في الغرف المختلفة، بداية من ملابس توت عنخ آمون وحلي ذهبية وأقمشة وعدد كبير من الجعارين، والتماثيل، وكذلك أوعية ومواد للزينة وبخوراً، بالإضافة إلى قطع أثاث وكراسي ومصابيح ، ومخزونات غذاء ومشروبات وأوعية ذهبية وفخارية، ومعدات حربية.

 أحدث هذا الإكتشاف ضجة عالمية، فقد كانت المرة الأولى التي يتم التوصل فيها إلى مقبرة كاملة المحتويات، ليس ذلك وحسب وإنما كانت المقبرة ومقتنياتها في غاية الجمال والروعة الأمر الذي أبهر العالم.

 ويقول العلماء أن العظمة في مقبرة توت عنخ آمون ليست فقط في مقتنياتها الثمينة ولا لكونها تعود لأحد أهم فراعين مصر القديمة، ولكن لأن القدر أشاء لهذه المقبرة أن تختفي عن أعين اللصوص كل ذلك الوقت مما ساهم في تسليط الضوء عن جوانب جديدة للحضارة المصرية القديمة لم تكن معروفة من قبل.

 

قصة حياة توت عنخ أمون

اعتلى توت عنخ آمون العرش وهو في التاسعة من عمرة، تقريبًا في عام 1300 قبل الميلاد، واستمرت فترة حكمه حوالي 9 سنوات فقط.

 والده هو الملك اخناتوت العظيم الذي نادى بتوحيد آلهة مصر القديمة في صورة الإله آتون، وعادت مصر لعبادة الآلهة المتعددة في عهد توت عنخ آمون.

يعد توت عنخ آمون أحد فراعنة الأسرة الثامنة عشر في مصر القديمة، ويعني اسمه باللغة المصرية القديمة "الصورة الحية للإله آمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة.

 يمثل عهد توت عنخ آمون فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، بعد حكم والده الملك أخناتون على الجانب السياسسي والديني.

هناك الكثير من الفرضيات التي توصل إليها العلماء حول سبب وفاة الفرعون الشاب بعضها رمى إلى أنه تعرض للاغتيال حيث توفي فى عمر صغيره ولم يمكث في الحكم لفترة طويلة، والبعض الأخر توصل إلى أن الوفاة كانت نتيجة لمعاناته منذ الصغر من الكثير من الأمراض بعضها يسبب الوفاة مثل الملاريا، أو فقر الدم المنجلي أو مرض "كوهلر" الذي يمنع تدفق الدم إلى العظام، ولكن حتى الآن يظل سبب وفاة توت عنخ آمون محط للجدل بين العلماء.

 

سبب الإعاقة التي عانى منها توت عنخ آمون

كان توت عنخ آمون أخر أفراد عائلته المالكة وأحد أشهر ملوك مصر القديمة، الأمر الذي دفع العلماء والباحثين إلى تقفي أثر حياته وتفاصيل مماته خاصة بعد اكتشاف مقبرته العظيمة.

عاني الملك توت خلال حياته من إعاقة في قدمه سببها زواج والده إخناتون من شقيقيه، وهو أمر معتاد لدى قدماء المصريين، ولكن على عكس ما هو متوقع لم تكن الإعاقة وصمة عار في زمن القدماء المصريين، على العكس تمامًا فقد كانوا يعتقدون أن الإعاقة منحة من الله اختص بها أشخاص بعينهم.

 فيقول علماء المصريات أن القدماء المصريين كانون مستنيرين للغاية وكانوا يعلمون الأطفال كيفية احترام المعاقين وعدم السخرية منهم ومساعدة المكفوفين وغيرهم ممن يحملون أنواع مختلفة من الإعاقة، لذلك كان يُنظر للملك تون عنخ أمون باعتباره مميز بهبة إلهية.

ولكن ليست إعاقة قدمه وحسب هي التي عانى منها توت طوال حياته ، وإنما كشف المسح الاشعاعي التي جرى على وجه مومياء توت عنخ أمون أنه عانى أيضًا من عيب فى انطباق الفك العلوى على الفك السفلي.

 

كيف يسبب زواج الأقارب الإعاقة؟

 أثببت الكثير من  الدراسات والأبحاث أن الأطفال المولدين لأب وأم تربطهما صلة قرابة من الدرجة الأولى ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بأنواع مختلفة من الإعاقة والأمراض الوراثية، ليس ذلك وحسب وإنما أيضًا يرتفع بينهم معدل الوفيات بنسبة تتراواح ما بين  3 إلى 4 % عن الأطفال الأخرين.

كما يتسبب زواج الأقارب أيضًا في إصابة المواليد ببعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وترتفع احتمالية الإصابة بهذه الأمراض عن الأطفال من آباء ليسوا بأقارب بثلاثة أضعاف.

 وكلما زادات درجة القرابة كلما كانت الأمراض والإعاقات أكثر شراسة من حيث الخطورة والأعراض، وذلك نتيجة ارتفاع الجينات المشتركة ونسبة الحمض النووي

 

أشهر الأمراض التي يسببها زواج الأقارب

هناك الكثير من الأمراض التي قد يسببها زواج الأقارب والتي تختلف في شدتها وخطورتها باختلاف درجة القرابة بين الأب والأم، ومن أهم هذه الأمراض ما يلي.

 أنواع مختلفة من الإعاقات الجسدية والذهنية.

- الأمراض الوراثية.

- أمراض نقص المناعة.

- ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.

- انخفاض أو زيادة الوزن المبالغ فيها عند الأطفال.