ما هي أفضل طرق الفطام التدريجي للحفاظ على نفسية الطفل وتجنب الألم؟

 

الفطام التدريجي .. قد يعتقد البعض أن الفطام مجرد انقطاع الطفل عن الرضاعة وحسب، وأن كل ما يتطلبه الأمر هو ابتكار طريقة تجبره على تركها، وفي هذا الشأن تعددت الابتكارات فجرت العادة مثلًا على وضع مادة تكسب طعم اللبن مرارة، وأحيانًا يرى البعض أن تغيير لون الثدي بلون قمئ ومخيف للطفل قد يفي بالغرض، دون الانتباه إلى تأثير مثل هذه الطرق على نفسية الرضيع، فالرضاعة بالنسبة له ليست مجرد مصدر للطعام وإنما هو الأمان والثقة بل الحياة بأكملها، لذلك عزيزتي الأم إذا كنتي ممن ينبذون هذه الطرق وتفكرين في الفطام التدريجي لطفلك، فعليك قراءة هذا المقال.

 

قديمًا لم يكن هناك ما يعرف بالفطام التدريجي، فكان الطفل بمجرد بلوغه العامين أو أقل، تقرر الأم فطامه بإحدى الطرق المتعارف عليها وقتها والتي ذكرنا بعضها سابقًا، ولكن قد يرجع إلى ذلك إلى عدم معرفتهم بغير هذه الطرق أو لكونهم ليسوا على درجة كافية من العلم والمعرفة تؤهلم لاختيار الأفضل، أو ربما لانعدام فرص البحث والتعلم في ذلك الحين، ولكن حاليًا بإمكان الأم أن تفكر وتبحث وتسأل حتى تتوصل لأفضل الطرق لإرضاع طفلها أو حتى فطامه، ولكن أولًا عليها معرفة الوقت المناسب ودراسة طفلها لمعرفة أصح الطرق وأحبها إليه.

 

ما هو الفطام التدريجي ؟

 

الفطام التدريجي هو إحدى طرق الفطام التي تساعد على فصل الطفل عن الرضاعة تدريجيًا على فترات متباعدة، وذلك لتجنب الآثار النفسية السيئة التي يتركها الفطام المفاجئ على الطفل والآثار الجسدية التي تتعرض لها الأم نتيجة الفطام المفاجئ.

 

إقرأ أيضًا: كيف تتعاملين مع طفلك المصاب بحمى البحر المتوسط

إقرأ أيضًا: هذه هي أشهر أدوية الولادة بدون ألم وأكثرها فاعلية

ما الوقت المناسب لبدء الفطام التدريجي؟

 

من المعروف أن الطفل يحصل على الرضاعة الطبيعية جنبًا إلى جنب مع الأطعمة الصلبة حتى إتمام العام الثاني، ولكن يمكنني الفطام قبل ذلك ، كل ماعليكي هو البدء قبل شهرين أو ثلاثة من بلوغ العمر المناسب للفطام فإذا كان عامين فعمر سنة و 7 أشهر مناسب للبدء.

 

كيف أبدأ في الفطام التدريجي لطفلي؟

 

تقليل عدد الرضعات

 عند بلوغ طفلك العمر المناسب للفطام والتأكد من أنه يحصل على التغذية المناسبة ، إبدأى في تقليل عدد الرضعات التي يحصل عليها خلال اليوم بمعدل رضعة واحدة كل أسبوع حسب استجابة الطفل.

على سبيل المثال إذا كان الطفل يحصل على 7 رضعات خلال اليوم ففي الأسبوع الأول للفطام حاولي أن يحصل على 6 رضعات فقط والأسبوع الثاني 5 رضعات وهكذا.

 

 تقليل وقت الرضعة

إذا كان وقت الرضعة الواحدة يستغرق على سبيل المثال 10 دقائق، فعليكِ تقليل وقت الرضعة بالتدريج بالمعدل المناسب للطفل.

 

ابدأي بالرضعات الأقل أهمية

عادة ما يكون لدى الطفل رضعات مهمة من الصعب الاستغناء عنها بشكل مفاجئ وتختلف هذه الرضعات من طفل إلى أخر ولكن في العموم قد الرضعات المرتبطة بمواعيد النوم والاستيقاظ من أهم الرضعات عند الطفل لذلك ابتعدي عنهم في البداية وابدأى برضعات منتصف اليوم.

 

استراتيجية الاستبدال

حاولى استبدال الرضعات بشئ آخر محبب للطفل مثل وجبة محببة إليه أو لعبة يفضلها أو مشاركته في فعل شئ ما أو اصطحابه في نزهة، فعادة ما تكون الرضاعة مرتبطة عند الطفل بوقت معين يعرفه جيدًا.

 

لا تتعجلي في تقليل الرضعات

لا تبدأي في تقليل رضعة أخرى قبل التأكد من أنك نجحتى في استبدال الأولى، فعادة يحتاج الطفل من 4 أيام إلى أسبوع حتى يستغنى على رضعة معنية وهذا الأمر يختلف من طفل إلى أخر.

 

حافظى على التوالي

حاولى قدر الإمكان الحفاظ على التوالي، فكل ما تحتاجينه هو الاستغناء عن الرضعة لأيام متتالية حتى ينساها، فإذا طلب طفلك رضعة معينة لا تستسلمى فورًا وحاولي إلهائه بكل الطرق بالتأكيد سيستجيب لإحداها حتى يحين وقت الرضعة التالية.

استمرى على هذا المنوال إلى أن تنتهي الرضعات خلال النهار ولا تبدأي بتقليل الرضعات المرتبطة بالنوم إلا بعد التأكد تمامًا من الاستغناء عن باقي الرضعات.

 

الرضعات المرتبطة بمواعيد النوم

إذا أتممتى المرحلة السابقة بنجاج ستلاحظي اعتياد طفلك على فكرة غياب الرضاعة ولا يطلبها إلا نادرًا، وهذا سيساعدك كثيرا، يمكني في هذا الوقت الحديث معه حول إمكانية استبدال رضعة النوم بقراءة قصة محببة أو الأغنية المفضلة، في البداية قد يرفض، اعرضي عليه يوميًا إلى أن يثير  عرضك اهتمامه يومًا ما، وهنا تكوني قد نجحتي استمري على هذا المنوال يوميًا إلى أن ينساها تمامًا.

 عزيزتى الأم إذا أتممتى المرحلة الثانية فأنتى الأن أتمتتى رحلة الفطام التدريجي بنجاح، ستلاحظين بعدها أن عدد مرات استيقاظه أثناء نومه قلت كثيرًا وفي حال استيقاظه اعرضي عليه شرب القليل من الماء ومعاودة النوم مرة أخرى.

 

 كيف أضمن نجاح الفطام من رضعات قبل النوم؟

 

هناك خطوات بسيطة تساعدك على الاستغناء عن الرضعات قبل النوم بنجاج أهمها:

 

- أن يحصل على الطفل على وجبة متكاملة مشبعة قبل النوم.

- أن يحصل الطفل على القدر الكافي من اللعب والحركة أثناء النوم حتى يتخلص من طاقاته.

- توفير بيئة هادئة مناسبة للنوم بعيدًا عن أى مؤثرات خارجية.

- توفير روتين لما قبل النوم مثل الاستحمام وارتداء ملابس النوم وغيرها.

- لابد أن يكون هناك وقتا محددًا للنوم يعتاد عليه الطفل.

- تأكدي أن طفلك يحصل على التغذية المناسبة أثناء اليوم.

 

كيف يجنب الفطام التدريجي الأم الكثير من الألم؟

 

من المعروف  أن ثدي الأم يدر الحليب حسب الطلب أى بحسب عدد مرات الرضاعة خلال اليوم وكمية اللبن المستهلك خلال الرضعة الواحدة، فمن خلال التقليل التدريجي لمرات الرضاعة ووقت الرضعة، يبدأ جسم الأم في تقليل إدرار الحليب تدريجيًا حسب الطلب، وكلما قلت الرضعات كلما قل إدرار اللبن، ما يُجنب الأم آلام احتقان الثدى وانسداد قنوات اللبن كما هو الحال في الفطام المفاجئ.

 

 ماذا يحدث للأم أثناء الفطام المفاجئ؟

 

بيلوجيًا يحتاج جسم المرأة من 7 إلى 10 أيام حتى يتوقف إنتاج الحليب تمامًا، ففي حالة التوقف المفاجئ عن الرضاعة وعدم تنبيه الجسم لهذا الأمر، فأنه يستمر في إدرار الحليب بالمعدل المعتاد ما يؤي إلى تجمع وتراكم اللبن في الثدي و يسبب الكثير من المشاكل للأم قد تصل إلى خراج الثدي وتستمر لعدة أيام ومن أهم الأعراض:

 

-آلام شديدة في الثدي.

- تورم واحمرار الثدي.

- احتقان وتحجر الثدي.

- انسداد قنوات اللبن .

- ارتفاع درجة الحرارة .

- صداع.

 

أشياء يجب مراعاتها عند البدء في الفطام

 

- لا تبدأى في الفطام إذا كان طفلك مريضًا انتظري إلى أن يكون بصحة جيدة.

- تجنبي فطام طفلك صيفًا لتجنب النزلات المعوية وسوء التغذية.

- وفرى له الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي كان يحصل عليها من خلال الرضاعة.

- لا تستخدمي شفاط الحليب أثناء الفطام وقبله بفترة، حيث يعمل على تحفيز إدرار الحليب.

- احرصي على ارتداء حمالة صدر باستمرار أثناء فترة الفطام حتى تعمل على تقليل إدرار الحليب مع مراعاة ألا تكون ضيقة حتى لا تسبب احتقان.

 - تجنبي لمس الثدي أثناء فترة الفطام حيث يحفز اللمس إدرار الحليب.

 

وأخيرًا عزيزتي الأم ضمي طفلك بين الحين والأخر وفري له المزيد من الحب والحنان، فالرضاعة جسر الثقة الأول بينه وبينك رابط عميق لا يدركه سواكما، أعلم جيدًا أنكِ ستفتقدين الرضاعة بقدره، ستفتقدين نظراته وهو بأحضانك، ستفتقدين لمسات أنامله الصغيرة على وجهك، ستفتقدين لحظة غفوته على صدرك بعد الشبع، ولكنها بداية لمرحلة جديدة سيعيش فيها المزيد ويتعلم الجديد، تأكدي أن دورك انتهي هنا ولكنه سرعان ما يبدأ في خطوة جديدة ستخطونها سويًا ستبني أنتى وهو جسورًا أقوى وأعمق للثقة، وستظلين أنتي حبه الأول وأمانه وملاذه الوحيد.