كفنها رسول الله بقميصه.. من هي المرأة التي ستُبعث كاسية يوم القيامة؟

بكاها رسول الله صلي الله عليه وسلم، حفر قبرها ووسع ترابه بيده الشريفتين، إنها فاطمة بنت أسد زوجة عم النبي وأم خليفة المسلمين على ابن أبي طالب، كان رسول الله شديد الحب لها فهي من كفلته وراعته بعدما انتقل إلى رعاية عمه أبو طالب عقب وفاة جده عبد المطلب، رعته اهتمت به وكانت له أمًا، لذلك بكاها رسول الله بحرقة عند وفاتها، وفي مقالنا هذا سوف نتعرف أكثر على المرأة التي كفنها النبي بقيمصه فكيف حظيت بكل هذا الحب من سيد الخلق محمد ابن عبد الله.

 

من هي فاطمة بنت أسد؟

 

السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشيَّة الهاشميَّة هي أول هاشمية تولد لهاشمي وهي زوجة أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأم الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

 - ولدت في مكة المكرمة ومن أبنائها عقيل وجعفر، وأم هانئ وجمانة وريطة، وكلهم أبناء أبي طالب.

- دخلت الإسلام بعد وفاة زوجها أبو طالب وكانت الثانية من النساء والحادية عشرة من المسلمين عمومًا.

- أول إمرأة هاجرت إلى المدينة مع أبنائها، وكانت من رواة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث روت عنه ما يقرب من 46 حديثا.

 

إقرأ أيضًا: أصل السُباب في العربية.. كيف تحولت مفردات اللغة إلى شتائم؟

كيف انتقل رسول الله إلى رعاية فاطمة بنت أسد؟

 

كان محمد بن عبد الله يعيش في رعاية جده عبد المطلب بعد وفاة والديه حتى الثامنة من عمره، إلى أن توفي جده عبد المطلب، فانتقل إلى كنف عمه أبو طالب وزوجته فاطمة بنت أسد.

كان أبو طالب عم الرسول الوحيد، وقد أحب رسول الله حبًا جمًا وآثره على أبنائه، كان يرافقه في السفر ورحلات التجارة وينام بجانبه ويحفظ له نصيبه من الطعام، وعندما بدأ الرسول في نشر الرسالة ساعده وحماه من أذي كفار قريش، حتى وصل الأمر إلى أن قاطعته قبيلة قريش بأكملها لمدة 3 سنوات، فلا بيع ولا شراء ولا نسب.

 

وفاة فاطمة بنت أسد

 

حزن رسول الله حزنًا شديدًا عنما توفيت فاطمة بنت أسد في العام الخامس من الهجرة النبوية، وبكاها بحرقة وكفنها بقمصيه داعيًا الله لها أن تُبعث كاسية، ودفنت في البقيع بالمدينة المنورة.

روي عن إبن عباس أنه عند وفاة فاطمة اضجع معها النبي في قبرها ووسع ترابه قائلا ياقبر توسد أى "اتسع"، وجلس عند رأسها وقال (رحمك الله يا أمي كُنتِ أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسكِ طيبًا وتطعميني وتريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة).

ودعا لها الله قائلًا: «اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَلَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».

سأل الصحابة رسول الله : "يا رسول الله، رأيناك صنعت شيئًا لم تصنعه بأحدٍ، فقال: «إِنِّي أَلْبَسْتُها قَمِيصِي لِتَلْبَس مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا لَيُخَفَّف عَنْهَا مِن ( ضَغْطَة الْقَبْرِ )، إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا بي بعد أبي طالب).

وحفر قبرها أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب ولما بلغوا اللحد حفره رسول الله وكَبَّر عليها أربعًا، وأدخلها اللحد نبي الله محمد والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم.

 

رعاية فاطمة بنت أسد لنبي الله محمد

 

كانت فاطمة بنت أسد تحب النبي حبًا جمًا حتى قيل أنها كانت تحبه أكثر من أبنائها  وتؤثره عليهم في مطلباته كانت ترعاه وتطعمه وتطيبه وتلبسه ثيابه، فكانت له خير الأم، وكان رسول الله يحبها ويناديها بأمي.

 وقيل في بعض الروايات أنها من شدة حبها لسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عندما تزوج من السيدة خديجة أرسلت على ابن أبي طالب ليكون في ولايته بعد زواجه.

عندما انتقل محمد لكنف عمه أبة طالب قال لزوجته فاطمة: "اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي، وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي ، وإيّاكِ أن يتعرّض علَيه أحدٌ فيما يريد ، فتبسّمت من قوله وقالت له : توصيني في وَلدي محمّد ، وإنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي".

 

مظاهر حب رسول الله لفاطمة بنت أسد

نتيجة لحبها واهتمامها الشديد بمحمد بن عبد الله كان هو أيضًا يبادلها نفس الحب والتقدير ومن أهم مظاهر حبه رسول الله لفاطمة بنت أسد هي:

- أسمى ابنته فاطمة تيمنًا بها من شدة حبه لها.

- كفنها بقميصه عند وفاتها.

- دعا الله لها أن تبعث كاسية.

- أهداها خمارًا من الحرير كان قد أهدي له.

- كان يكثر من زيارتها وينام في بيتها.

- كبر عليها سبعين تكبيره عند وفاتها.