أبرزها تأخر الكلام.. أضرار مشاهدة التلفاز على الأطفال وعلاقتها بالتوحد

 

أضرار مشاهدة التلفاز .. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو لطفلين دون عمر العامين، جالسين وحديهما في وجود بث تلفزيوني لأحد برامج الكرتون المحببة إلى الأطفال، وكانت المفارقة أن أحد هذين الطفلين متفاعل تمامًا مع يشاهده على التلفاز وغير ملتفت إطلاقًا لأى مؤثرات أخرى حوله، بينما الطفل الأخر غير مكترث نهائيًا بما هو معروض على التلفاز ويحاول جاهدًا أن يجذب نظر قرينه للعب معه ومشاركته بعض الأنشطة، في إشارة واضحة إلى تاثير التلفاز والشاشات بوجه على الأطفال.

الطبيعي في هذا الموقف أن يكون لدى الطفل الشغف للعب والاسكتشاف خاصة في وجود شريك من نفس العمر يشاركه حب التجربة والمعرفة والاستكشاف، ولكن ما رأيناه أن الطفل الأول ليس لديه هذه الرغبة نهائيًا ومكتفي تمامًا بما يشاهده وكأنه عالم يعيش به وحده، وهذا هو التأثير الأكبر والأكثر انتشارًا للشاشات على الأطفال في عمر صغيرة، لذك سنناقش في هذا المقال أهم مخاطر التعرض المستمر للشاشات على الأطفال وما هى الاثار السلبية لهذا السلوك سواء كان حاليًا أو مستقبلًا .

 

 مشاهدة الطفل للتلفاز

الكثير من الأمهات يواجهن ضغوطات كبيرة في الحياة بين المنزل ومتطلباته وطلبات هذا الصغير والعمل إذا كانت من النساء العاملات ونتيجة لصعوبة إتمام كل هذه المهام في آن واحد قد تلجأ بعضهن إلى وضع الطفل أمام التلفزيون لبعض الوقت حتى تستطيع إتمام بعض هذه المهام ولكن قبل أن تقدمي عزيزتي الأم على هذه الخطوة عليكي أن تعي تمامًا خطورتها وأثارها السلبية ووما هي شروط تعريض طفلك للتفلفزيون حتى لا تندمي فيما بعد.

 

 

 توصيات مشاهدة الأطفال للتلفاز

 الأطفال دون عمر العامين

لا يسمح بمشاهدة التلفاز للأطفال دون عمر العامين نهائيا أيًا كان المحتوى الذي سوف يتعرضون له، ففي هذا العمر تتشكل دماغ الطفل تتطور حواسه واهتماماته واتصاله بالعالم المحيط لذلك فمشاهدة التلفاز سوف تسلبه هذا الحق وتأخده إلى عالم أخر لا يدرك خباياه

1.                        

الأطفال بين عمر العامين و3 أعوام

 يسمح بمشاهدة التلفزيون للأطفال من عمر العامين لمدة لا تزيد عن ساعة واحدة يوميًا ويفضل أن تكون متفرقة على مدار اليوم، مع مراعاة أن يكون ذلك في وجود شخص بالغ برفقة الطفل، ويفضل أن يكون محتوى مفيد يعلم الطفل أشياء جديدة أو يكسبه بعض المهارات والسلوكيات الإيجابية.

 

الأطفال أكثر من 3 سنوات

 مع بلوغ الطفل الـ3 سنوات من الممكن أن تصل مدة مشاهدته للتلفاز إلى ساعتين متفرقتين على مدار اليوم مع مراعاة اختيار المحتوى الذي يشاهده الطفل بعناية ليساعده على تنمية مهاراته وتحسين سلوكاياته.

يمنع منعًا باتًا مشاهدة المحتوى الذي يشمل بعض مشاهد الدم أو العنف أو الجنس والمحتوى الذي يخالف المعتقدات والعادات والتقاليد، فهذا من شأنه التأثير سلبيًا على الطفل خاصة في عمر صغيرة.

 

لماذا تشكل مشاهدة التلفاز خطورة على الأطفال؟ 

في مرحلة الطفولة المبكرة يكون دماغ الطفل في طور النمو وبل وهي أكبر وأسرع مراحل النمو التي يمر بها دماغ الطفل خلال حياته، فالتعرض المستمر لمثل هذه المؤثرات الخارجية يعوق هذه العملية ويؤثر على حركة النمو ويمنع الطفل من اكتساب بعض المهارات والسلوكيات الضرورية لاكتمال نموه في هذه المرحلة من عمره.

 

أضرار مشاهدة التلفاز للأطفال

 هناك الكثير من الأضرار الجسيمة التي تعود على الطفل نتيجة للتعرض للشاشات لفترات طويلة دون الإكتراث إلى الوقت والمحتوى المسموح به في هذا العمر ومن أهم هذه الأضرار ما يلي:

 

تأخر الكلام

من أبرز الأضرار وأكثرها انتشارًا هو عرقلة التطور اللغوي لدى الطفل، فالطفل يكتسب اللغة من خلال تعامله وتفاعله مع الآخرين ما يدفعه إلى محاولة تجميع أكبر كم ممكن من الكلمات والمصلحات لمشاركتهم الحديث، ولكن تعرض الطفل للشاشات بكثرة يفقده رغباته وقدرته على التواصل مع الأخرين ما يضُعف من تطور اللغة لديه، ويقتصر تواصله مع المحتوى الذي يشاهده فقط، وقد يزداد الأمر سوءا إذا كان المحتوى الذي يتعرض له الطفل بلغة مختلفة عن لغته الأم.

كما أن حصيلة الطفل من الكلمات وكيفية نطقه لها تزاداد كلما تواصل مع الآخرين وكلما زاد تعرضه للتلفزيون كلما قل عدد الكلمات المكتسبة، وبالتالى يفقد الطفل القدرة على التعبير عن نفسه واحتياجاته بشكل سليم مقارنة بأقرانه في هذا العمر.

 

انعدام التطور الاجتماعي لدي الطفل

كلما زاد تعرض الطفل للشاشات كلما قل الوقت الذي يقضيه مع الأشخاص المحيطين به سواء كانوا والديه أو إخوته أو غيرهم، وبالتالي تنعدم فرص التفاعل الاجتماعي والعاطفي مع الأشخاص ما يفقده مهارات التواصل مع المجتمع في المستقبل.

 

ضعف التركيز والانتباه

وجدت الدراسات أن الطفل الأكثر تعرضًا للشاشات يعانى بشكل أكبر من مشاكل ضعف التركيز والانتباه، فنتيجة لكثرة مشاهدته للتلفاز والهاتف المحمول يفقد قدرته على التركيز مع الأشياء التي تحدث من حوله، وتنعدم فرص الانتباه للمؤثرات الخارجية مقارنة بغيره من الأطفال.

عزيزي الأم دعينا نقوم بتجربة بسيطة أو قد تكوني لاحظتيها من قبل، ضعي طفلك أمام التلفاز لوقت معين واذهبي إلى غرفه أخرى واستدعيه إليك، ستجدين أنه لم يستجيب لطلبك ولم يجيبك في الأصل، واصلي التجربة وأذهبي أمامه وانزلي لمستوى نظره واصطحبي معك لعبته المفضلة وحاولي أن تجذبين انتباهه إليها ستجدين أنه لم يعطيك أى اهتمام ولم يلتفت إلى اللعبة المحببة إليه، وإن حدث وانتبه إليكي سيكون ذلك بعد محاولات كثيرة للفت انتباهه قد تصل إلى إغلاق التلفاز.

 

مشكلات النوم

 التعرض المستمر للتلفاز ولأوقات طويلة من شأنه تأخير إنتاج هرمون الميلاتونين المحفز للنوم، فنجد أن الاطفال الذين يتعرضون للشاشات بكثرة تقل لديهم الرغبة في النوم ويصعب تنظيم مواعيد نومهم واستيقاظهم.

 

 تبني سلوكيات سيئة

تعمل مشاهدة التلفاز بكثرة والتعرض لمحتويات لا تناسب عمر الطفل على اكتسابه الكثير من السلوكيات السيئة وربما الألفاظ والفكار الغير مناسبة لعقله وتفكيره فالطفل لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال فالنسبة إليه كل ما يشاهده يمكن تطبيقه في الواقع الذي نعيشه، فعلى سبيل المثال نجد الكثير من الأطفال الذين يحاولون تطبيق ما يشاهدونه في برامج الكرتون على إخوتهم الأـصغر سنًا.

 

الميل الى العنف

 عند مشاهدة الطفل لمحتوى يضم بعض مشاهد العنف والدم فتزيد لديه الرغبة في تطبيق ذلك على المحطين به وممارسة نفس السلوك الذي شاهده مما يجعله يميل إلى تبني سلوكيات عنيفة في المستقبل يمارسها ضد اصدقاته والمحطين به.

 

 السمنة

قد يقول البعض ما العلاقة بين السمنة ومشاهدة التلفزيون، ولكن هناك علاقة قوية بينهما فالطفل الذي يجلس مطولًا أمام التلفاز لا يتحرك بالشكل الذي يحتاجه جسمه، كما أنه يشاهد الكثير من إعلانات الطعام والمشروبات مما يحفز لديه الرغبة في تناول الطعام باستمرار، كما أن تناول الطفل للطعام في وجود التلفاز تجعله يأكل كمية كبيرة دون الانتباه إلى شعوره بالشبع.

 

هل مشاهدة التلفاز تسبب التوحد؟

قد يثير إجابة هذا السؤال بعض التخوفات لدى الكثيرين ممن يلجأون إلى تعريض أطفالهم إلى الشاشات لأوقات طويلة، ولكن للأسف هناك بالفعل علاقة قوية بين التعرض للشاشات والإصابة بأنواع مختلفة من طيف التوحد.

التوحد هو مرض عقلي يصيب الإنسان ويختلف في أنواعه وأعراضه التي تميز كل نوع عن غيره من حيث الاختلافات السلوكية والإدراكية واللفظية وغيرها.

فالطفل الذي يتعرض بصورة متكررة وطويلة للتلفاز وغيرها من أنواع الشاشات التي تقدم محتويات مختلفة يكون أكثر أعرضه للتأثير على قدراته العقلية والعصبية والتي تصل إلى التوحد.

 

كيف تسبب مشاهدة التلفزيون التوحد؟ 

التعرض المستمر للتلفزيون وخاصة في العمر الصغير الذي تتشكل فيه دماغ الطفل، من شأنه التأثير على كيمياء المخ وتعريضه للعديد من التغيرات التشريحية التي تعتبر أحد مسببات مرض طيف التوحد، ومن أهم هذه التغيرات ما يلي:

- انخفاض معدل التركيز والانتباه مما يؤثر على الذكاء ومستوى التحصيل الدراسي.

- التأثير على ردود أفعال الطفل نتيجة لنقص هرمونات الدوبامين والأستيل كولين وحمض جاما.

- اضطرابات النوم بسبب تأثر هرمون الميلاتونين المسئول عن النوم.

- الميل إلى الاكتئاب.

تأخر الكلام بسبب قلة الحصيلة اللغوية لدى الطفل لانعدام تواصله مع العالم المحيط .

- تكون سلوكيات عدوانية لدى الطفل.

- الميل إلى التوتر والتقلبات المزاجية وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى.

 

 

نصائح لتقليل معدل تعرض طفلك للتلفاز

 

هناك بعض النصائح الهامة التي ستساعدك على تقليل معدل تعرض طفلك للشاشت خلال اليوم ومنها:

- حاول تقليل معدل مشاهدتك للتلفزيون في وجود طفلك.

- قنن من أوقات مشاهدة التلفزيون للأسرة بوجه عام.

- ضع التلفزيون بعيدًا عن غرف النوم.

- لا تجعل طفلك يشاهد التلفزيون أثناء تناول الطعام.

- وفر أنشطة بديلة للطفل تجذب اهتمامه بدلًا من التلفزيون مثل اصطحابه في نزهة.

- حاول التكلم والتفاعل مع الطفل أثناء مشاهدة برامجه المفضلة حتى تكون عازل بينه وبين الانخراط المباشر في هذه البرامج .

- اشرح لطفلك أن ما يشاهده ليس حقيقة وليس بالضرورة أن يحدث في الواقع.

- حدد وقت معين لمشاهدة التلفاز وشجع طفلك على الالتزام به بمكافأته مثلًا.