فن بناء العادات .. ماذا تحتاج لاكتساب عادة جديدة؟
فن بناء العادات .. هل سبق وحاولت بناء عادة جديدة وفشلت في تحقيق ذلك؟ فالبعض يجد أن اكتساب بعض العادات الإيجابية الجديدة حلم صعب المنال ودائمًا ما يصاحبه الفشل وخيبة الأمل، ولفهم كيفية بناء العادات علينا أولًا فهم السر وراء هذه العادات وكيفية تعامل العقل البشري مع محاولاتك لبناء عادة جديدة وما هي الطرق التي يتم من خلالها بناء العادات والاستمرار عليها سواء كانت عادات بسيطة مثل الاستيقاظ مبكرًا أو ممارسة التمارين أو حتى عادات معقدة تتمثل في بناء القدرات العملية مثل التفكير القيادي و القدرة على الإقناع وغيرها، فإذا كنت ممن يحاولون بناء عادات إيجابية تشكل فارقًا في جودة حياتهم فعليك قراءة هذا المقال.
إقرأ أيضًا:
أفضل طرق تعلم الإنجليزية .. كم كنت ستوفر من وقتك لو تعلمت بهذه الطريقة؟
العادة هي الحياة
إذا نظرنا حولنا سنجد أن حياتنا في مجملها
هي عبارة عن مجموعة من العادات التي نقوم بها بشكل يومى تلقائيَا دون تدخل منا
سواء كانت تلك العادات إيجابية أو سلبية، ومن ذلك يمكننا أن نستنتج أن كل ما يحتاج
إليه الإنسان لاكتساب عادة معينة أو الإقلاع عن أخرى هو الوقت والتكرار.
والدليل على ما سبق أنه عند النظر للأشخاص الذين حققوا نجاحًا ملموسًا في حياتهم، ستجد أنهم يمتلكون بعض العادات الإيجابية التي لا يتخلون عنها، تفيدهم في تحسين جودة حياتهم وعلى العكس، إذا لم ينجح شخص ما في تحقيق أهدافه التي يسعى إليها، فقد يعني ذلك أنه مازال بحاجة إلى تطوير نمط سلوكه في محاولة لبناء بعض العادات الجديدة التي تدعمه في تحقيق ما تصبو إليه.
ماذا يحتاج الإنسان في رحلة بناء العادات ؟
كما ذكرنا سابقًا فإن هناك عاملان أساسيان يحتاج إليهما الإنسان في بناء العادات الجديدة وهما الوقت والتكرار.
أولًا: الوقت
وفقا للعديد من الدراسات التي أجريت في هذا الشأن، فإن بناء العادات الجديدة يتطلب ممارستها لمدة 15 لا تقل عن دقيقة يوميًا أى أنك تحتاج إلى ما بين 30 إلى 66 يوم ليصبح لديك عادة جديدة، ويتوقف ذلك على طبيعة العادة ومحفزاتها لديك سواء كانت بسيطة أو صعبة بعض الشئ.
ثانيًا: التكرار
بعد تخصيص وقت مناسب في يومك لبناء العادات الجديدة، قد تكون في حاجة إلى
العامل الثاني وهو التكرار، فالأمرلا يتوقف عند مجرد ممارسة العادة لوقت معين وحسب،
وإنما عليك تكرار هذه العادة بشكل يومي لمدة لا تقل عن 30 يومًا على أقل تقدير.
كيف يتعامل مخ الإنسان مع بناء العادات الجديدة؟
ما نفهمه من ذلك أن الدماغ يبنى شيئًا أشبه بشبكة قوية مترابطة من
الخلايات العصبية لدعم السلوكيات والعادات التي يتبانها الإنسان بالفعل، ولبناء
عادة جديدة عليك تكرارها ليقوم الدماغ بربط عدد من الخلايات العصبية الجديدة
لتمثيل تلك العادة.
ما هي استراتيجيات بناء العادات ؟
حدد هدفك
قبل البدء في بناء عادة جديدة عليك أولًا أن تحدد هدفك من ذلك وتحدد الوقت الذي ستمارس فيه عادتك الجديدة وعدد المرات التي ستمارسها فيها، ويفضل أن تبدأ بتحديد هدف بسيط ليكون تحقيقه سهلًا وبعد ذلك تبدأ في زيادة الهدف تدريجيًا.
استمتع بممارسة عادتك الجديدة
إذا قررت بناء عادة جديدة فعليك ان تجعل الأجواء العامة لممارية هذه العادة محببة إليك فعلى سبيل المثال إذا كانت العادة التي ترديد بنائها هي الانتظام على ممارسة التمارين الرياضية فبإمكانك مثلًا مشاهدة فيلمك المفضل أثناء أدااء التمارين أو الاستماع إلى الأغاني المفضلة لديك، فهذا سوف يجعل تكرار العادة أحب إلى قلبك.
اربط عادتك ببعض الأنشطة
إذا أردت النجاح في اكتساب عادة جديدة فعليك ربطتها بممارسة نشاط معين، فعلى سبيل المثال، إذا كانت عادتك التي تريد اكتسابها هي الخروج إلى المشي كل صباح فمن الممكن مثلًا أن تحضر دورة تدربيبة أو جلسة تأمل كل صباح مما يعزز لديك أهمية ممارسة عادتك.
ابحث عن الدعم الاجتماعي
اخبر اصدقائك وعائلتك بأهدافك الجديدة والعادات التي تصبو إلى اكتسابها مما يوفر لك نوع من الدعم والتشجيع، كما يمكنك أيضًا البحث عن صديق تشاركه بناء هذه العادة سواء كانت من عادته أصلًا أو سوف تكتسبونها سويًا، فالعادات الإيجابية معدية مثل العادات السلبية تمامًا.
استبدل عاداتك السلبية
إذا كنت ممن يفشلون دائمًا في اكتساب
عادة جديدة وبنائها من العدم فيمكنك تجربة استبدال عادة سيئة تحاول التخلص منها
بالعادة الجديدة التي تريد بنائها فعلى سبيل النثال غذا كنت ترفب في الاقلاع عن التدخين ولا تستسطع التخلى عن
هذه العادة وفي نفس الوقت تحاول امتساب عادة ممارسة الرياضة ولا تتسطسع ذلك ايضا
فما رايك ان تستبدل تدجين السجائر ببمارسة قسط من التمارين الرياضية.
فتديخة السجائر هنا عادة مرتبطة في المخ بعدد من
الخلايا العصبية نتيجة لتكرارها باستمرار وانتظام فإنك لا تستطيع التخلى عنها
بسهولة، ففي كل وقت تشعر فيه أنك بصدد تدخين سيجارة قم بأداء 20 تمرين للضغط مثلًا،
بذلك تكون قد استفدت من تكرار العادة وفي نفس الوقت استبدلتها بأخرى إيجابية.
ابني رغباتك
فد نعرف جميعًا أن رغبتنا في أداء بعض الأشياء في الخطوة الأولى لاكتساب العادات، فما إذا كنت ترغب من داخلك في أداء شي معين فمن السهل جدًا تكراره والاستمرار عليه، لذلك عليك أن تخلق رغباتك، ويتم ذلك من خلال الدعم والتشجيع والتحفيز بالنتائج التي سوف تحققها في حال اكتساب هذه العادة.
كافئ نفسك
إذا نجحت في تكرار العادة
والاستمرار عليها أوجد لنفسك مكافئة معينة كأن تخرج في نزهة أو تفعل شيئًا محببًا
إليك ولكن لابد أن تكون المكافئة بعيدة عن العادات السيئة لتجنب اكتساب عادة سيئة
في محاولة بناء أخرى جيدة.
فعلى سبيل المثال لا يمكن أن تكون العادة التي تريد اكتسابها هي الانتظام على الطعام الصحي وتكافيء نفسك بوجبة من الأطعمة السريعة.
اصنع اشارتك بنفسك
تقول بعض الدراسات أن الإشارات هي طرف الخيط الذي يقودك إلى اكتساب
عادة جديدة ويقصد بالإشارات هنا هي الأشياء التي توحى إليك أو تذكرك دائمًا
بالعادة التي تريد بناءها، فعلى سبيل المثال إذا كانت العادة التي تريد بنائها هي
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام فلابد ان تكون الإشارة واضحة لك في كل مكان
والتي قد تكون هنا مثلًا ملابس الرياضة أو الحذاء الرياضي أو سماعات الأذن وغيرها،
فلابد أن تكون إحدى هذه الأشياء أو حتى كلها في إماكن واضحة لك تراها كلما التفت حولك.
وهنا قد يستوجب عليك تحديد الإشارات التي تناسب العادة التي تريد بنائها، ثم التحكم في إظهارها بوضوح.
حدد التوقيت المناسب
لاكتساب عادة جديدة عليك تحديد موعد لممارستها
وتكرارها بشمل يومي وهنا عليك أن تختار الوقت المناسب لذلك خلال اليوم على أن يكون
هذا الوقت متاح دائمًا بالنسبة لك، فعلى سبيل المقال لا تقوم بممارسة العادة التي
تريد اكتسابها في موعد العمل يوم إجازتك فبعد انتهاء الإجازة سوف تعود إلى عملك
ولن تجد وقتًا لممارسة عادتك، لذلك فالتوقيت عنصر مهم جدًا في بناء العادات الجديدة.
في النهاية عليك أن تعرف أن بناء
العادات الإيجابية معركة أنت بطلها، تخوضها بمفردك وفي سبيل سعادتك، وبهذه
المعركة أنت أمام خياران إما أن تكون الرابح وتغير حياتك بالكامل بل وتغير نظرتك
للحياة برمتها، أو المستسلم الذي لطالما ألقي باللوم على الظروف والحياة وفي نهاية
المطاف يظل في مكانه دائمًا.



تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك أو استفسارك هنا