مدن مهددة بالغرق بفعل تغير المناخ .. هل حقًا ستختفي الإسكندرية؟
نسمع كثيرًا عن تغير المناخ وأثاره السلبية وما يسفر عنه من احتمالية زوال بعض مناطق من الكرة الأرضية، ولكن حتى الآن قد لا يأخذ الجميع هذا الأمر على محمل الجد، ظنًا أنه قد يكون مجرد شعارات سياسية أو مصلحات رنانة يستخدمها الإعلام لمليء ساعات على الهواء، ولكن الأمر ليس كذلك، فالتغير المناخي واحد من أخطر المشكلات التي تواجها الإنسانية خلال الوقت الحالي، ولعل من أبرز آثاره هو ارتفاع مستوى سطح البحر الذي قد ينجم عنه غرق مدن بأكملها.
هل مدينة الإسكندرية مهددة بالغرق؟
قد يقول البعض وما شأننا
بذلك، ولكن بكل أسف الأمر ليس ببعيد عنا فواحدة من المدن المهددة بالغرق مع ارتفاع
مستوى سطح البحر هي مدينة الاسكندرية، قد لاتنتبه إلى ذلك الأمر وأنت تستمتع
بهواءها وبحرها ومعالها الترفيهية والحضارية.
متى تواجه المدن خطر الغرق بفعل تغير المناخ ؟
تشيرتنبؤات العلماء إلى أنه بحلول عام 2050 تقريبا سوف تواجه الكثير
من المدن الساحلية حول العالم خطر الغرق والاختفاء تمامًا، جراء ارتفاع مستوى سطح
البحر بضع درجات أخرى، هل تتخيل كم أن هذا أمرًا كارثيا، مدن بأكملها يسكنها
ملايين البشر بأنبنيها ومعالمها الحضارية والإنسانية قد تختفي من خريطة العالم
خلال السنوات القادمة.
ماذا يعنى تغير المناخ ولماذا يحدث؟
التغير المناخي هو باختصار عبارة عن اختلاف في درجات حرارة الكوكب
بفعل الاحتباس الحراري الناتج عن الانبعاثات الكبيرة لبعض الغازات مثل الكربون،
الأمر الذي يترتب عليه مخاطر كبيرة مثل ذوبان القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر وموجات الحر الشديدة والأعاصير والفيضانات.
المدن المهددة بالغرق بسبب تغير المناخ
ليست الاسكندرية وحدها هي المهددة
بهذا الخطر وإنما هناك الكثير من المدن في مختلف أنحاء العالم، من أهمها مدينة
ميامي الأمريكية، وشنغهاي الصينية، والبصرة العراقية وغيرهم الكثير من المدن، ولعل هذا سيكون أكبر ثمن ستدفعه البشرية
إذا استمرينا في الوقوف مكتوفي الأيدي أمام خطر الاحتباس الحراري وارتفاع درجة
حرارة الكوكب، في هذا المقال سوف نستعرض أبرز تلك
المدن والمناطق المهددة بالزوال في حال استمرار التغير المناخي دون حلول.
مدينة الاسكندرية
يسكن مدينة الاسكندرية حوال 5
ملايين نسمة، وهي واحدة من أشهر المدن المهددة بالغرق تحت مستوى سطح البحر بحلول
عام 2050، بسبب تزايد خطر الفيضانات الساحلية الناتجة عن ارتفاع درجات حرارة
الكوكب.
مدينة البصرة بالعراق
تعتبر البصرة ثاني أكبر المدن العراقية، وهي معرضة للغرق بحلول عام 2050 بفعل الفيضانات الساحلية الناتجة عن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.
مدينة لندن البريطانية
تعتبر لندن واحدة من المدن الشهيرة التي تواجه خطر الغرق بفعل الفيضانات الساحلية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة.
مدينة هيوستن الأمريكية
هيوستن واحدة من اكبر مدن ولاية تكساس
في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي توجه خطر الغرق بفعل فيضانات المياة الجوفية
والعواصف التي تؤثر على ارتفاع منسوب مياه البحر.
مدينة شنغهاي الصينية
تعتبر شنغهاي واحدة من أكثر الدول التي تواجهه خطر الزوال تحت سطح
البحر بحلول عام 2050، وذلك بسبب تزايد متوسط الفيضان السنوى، ويقطن شنغهاي حوال
93 مليون نسمة.
مدينة بانكوك بتايلاند
تقع مدينة بانكوك على ارتفاع متر ونصف فقط من سطح البحر مما يجعلها تواجه خطر الغرق بقوة فمع ارتفاع مستوى سطح البحر قليلا سوق تغرق تمامًا.
جزر المالديف
المالديف أحد أبرز الوجهات السياحية في العالم مهددة أيضًا بخطر الغرق
فهي تقع على ارتفاع 30 سم فقط من سطح البحر مما يجعلها غير صالحة للعيش بحلول عام .2050
مدينة لاغوس في نيجيريا
مدينة لاجوس النيجيرية أيضا قد لا تكون
صالحة للعيش بنهاية القرن الحالي وذلك بسبب أنها مهددة بالغرق نتيجة لارتفاع مستوى
سطح البحر، ويعيش في هذه المدينة نحو 24 مليون شخص.
دولة كريباتي
وهي دولة بأكملها مهدة بالغرق تحت
مستوى سطح البحر، فمن المرحج أن تفقد هذه الدولة نحو ثلثي أراضيها في حال ارتفع
مستوى سطح البحر بنحو 9 سنتيميتر.
حقائق علمية
- تضاعف معدل ارتفاع
مستوى سطح البحر في القرن الـ20 من 1.4 ملم عام 2006 إلى 3.6 مليمترات عام 2015
- من المرجح أن
يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار يتراواح ما بين 40 -63 سنتيميتر بحلول 2100
- 250 مليون شخص حول
العالم يمكن أن يتأثروا بشكل مباشر بحلول عام 2100.
- من المرجح أن
يحتاج 3
ملايين شخص من سكان جزر المحيط الهادي إلى الانتقال قبل نهاية القرن الحالي.
هل يمكن إنقاذ المدن المهددة بالغرق؟
في الحقيقة فإن هذا الأمر يتوقف على
الدولة نفسها، فكلما كانت الدولة غنية وقادرة على توفير النفقات التي
تتطلبها إجراءات الانقاذ، كلما ذادت فرصتها في النجاة، فعلى سبيل المثال دولة مثل
هولندا تعتبر من الدول المهددة بالغرق إثر تغير المناخ، ولكنها تستثمر بقوة في
بنيتها التحتية، الأمر الذي ساعدها على الخروج من تلك القائمة.
ليس ذلك وحسب وإنما قد تكون إجراءات
الحماية التي تتخذها حكومة أو مدينة معنية، لا تتناسب مع غيرها، فذلك يتحكم
فيه العديد من العوامل أهمها المناخ والبيئة والتكلفة، ففي فلوريدا مثلًا تم الإعلان
عن استراتيجية جديدة تتضمن رفع المنازل والطرق وإنشاء مساحة مفتوحة تسمح بحدوث
الفيضانات الساحلية دون الإضرار بالبنية التحتية، ولكن قد تكون الولايات المتحدة من الدول
القادرة على الاستثمار في حماية سواحلها ولكن الكثير من الدول النامية لن تتمكن من
توفير نفس التكلفة للقيام باستثمارت مشابهة.
وهنا يمكننا القول أن المتحكم الرئيسي في غرق مدينة دون الأخرى ليس
بالضرورة أن يكون مقدارارتفاعها عن مستوى سطح البحر، وإنما قدرتها على توفير
التكاليف الباهظة التي تتطلبها تدابير حماية سواحلها من الغرق.



تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك أو استفسارك هنا